للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم ٤١٥٠

السؤال: ما هي العبودية الحقيقية؟ أهي جعل المرء غيره عبدا ولو كان على غير طريقة الإسلام؟

الجواب: العبودية أنواع:

١ - عبودية حقيقية عامة لجميع الخلق في كل زمان، وهذه ليست لأحد إلا الله وحده، كما في قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} (١) {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا} (٢) {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (٣) مريم الآيات ٩٣ - ٩٥، وكما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا (٤)». الحديث. وكما في الحديث النبوي في الدعاء المشهور: «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي (٥)». فهذه عبودية كونية قدرية حقيقية عامة، مقتضاها تصرف الله في خلقه كيف يشاء، وانقيادهم له طوعا وكرها، لا معقب لحكمه وهو اللطيف الخبير، لا شريك له في شيء من ذلك.

٢ - عبودية تشريف وتكريم لأصفيائه وأوليائه من أنبيائه وملائكته وسائر الصالحين من عباده، كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (٦) الآيات.


(١) سورة مريم الآية ٩٣
(٢) سورة مريم الآية ٩٤
(٣) سورة مريم الآية ٩٥
(٤) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٧٧)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٩٥)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٥٧)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٥٤)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٨٨).
(٥) مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٩١).
(٦) سورة الإسراء الآية ١