أو ليس إذا من مشيئة الله تعالى أن الأمر في أمريكا لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد أن قام المسلمون بزرع الإسلام في أمريكا؟ أو ليس من مشيئته تعالى أن يحصل هذا عندما وجد المسلمون بين أيهدهم المال الكافي لتزويد اكبر وأعظم موجة دعوة دينية في التاريخ؟.
ومع هذا فما نحن صانعوه تجاه تحقيق هذا الوعد التاريخي الهائل؟ ألا يحقق دخول أمريكا في الإسلام إعلاء كلمة الله في الدنيا؟ كي يكتب الله لنا نصرا أكيدا وفتحا مبينا، ما الذي نبذله من جهد ونقوم به من عمل؟.
إياكم والظن أن قضية الإسلام تحقق ببناء غرفة أو إضافة حائط لمسجد. إياكم والظن أن إعلاء كلمة الله تحقق بمنح مبلغ من مال لهذا المسجد أو تلك الجماعة. إن قضية الإسلام تحقق فقط بتحقيق رسالته، وتحقق رسالته فقط بالدعوة إليها، لكن الدعوة المطلوبة اليوم ليست دعوة العجزة، ولا دعوة الشعائر ولا دعوة التأخر بل هي دعوة الآلاف من الدكاترة في العلوم الإسلامية، دكاترة في لغات وتاريخ الأمم المدعوة، دكاترة في الأديان وعلوم النفس، دكاترة في ثقافات وعادات الأمم المدعوة. فأين نحن من هذه الآلاف من الدكاترة، هذه الآلاف من جنود الله يقيمون الإسلام في حياتهم كما أقامه صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟.