للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله ويقترب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه.

ويقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان (١).

نعم إن الإيمان الحق عقيدة ثابتة تنسب الخلق والأمر جميعا إلى الله وحده، وعلم موحد يتسع لأبعاد الوجود غيبه ومشهوده، ولأوامر الله في الطبيعة والشريعة ولمراحب الحياة أولاها وأخراها، وموقف في الحياة لا يختلف يتخذ لقاءه تعالى غاية مجردة، وعبادته وسيلة مخلصة ويجعل هديه المنزل صراطا إليه مستقيما (٢).

إن الإيمان معنى يتخلل كل وجود المؤمن وينبغي أن يتمثل في كل لحظة ولمحة من حياته، فالعقائد مرتبطة بالأعمال، والأعمال مرتبطة بالمشاعر والنيات وليس مؤمنا من اعتقد أن التكاليف والعبادات والأوامر والنواهي ليس مطلوبا منه أن يعمل بها، وإنما يكفي التصديق بها فحسب. وليس مؤمنا من فرق بين الصوم والصلاة والجهاد وسائر العبادات في لزومها وفرضيتها، أو جحد لزوم حد من الحدود، وشأن من اعتقد ذلك شأن من كفر بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (٣)


(١) صحيح البخاري ج ١/ ٨ كتاب الإيمان باب (١).
(٢) الإيمان - أثره في حياة الإنسان- د. حسن الترابي ص ٢٧٩ ط الأولى ١٣٩٤ هـ دار القلم بالكويت.
(٣) سورة البقرة الآية ١٧٧