للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تضافرت النصوص على تأكيد عمومها وشمولها، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على ذلك كثيرة ومنها. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (١) نعم: لقد وسعت الشريعة الإسلامية بمبادئها وأحكامها الفرعية جميع شئون الحياة، واستوعبت حاجات الإنسان كافة، ووفقت بين مقاصده جميعا، وبينت تحديد الغاية من خلقه قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٢) وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٣) {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} (٤) وتناولت بيان وظيفته في الحياة ومركزه في هذا الكون الفسيح قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (٥) وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (٦) ونظمت علاقة الإنسان بربه وصلته بإخوانه والمجتمع الذي يعيش فيه، وحددت الحقوق والواجبات، ووضعت أصولا لفض المنازعات وإيصال كل ذي حق حقه، وأرست قواعد العدل بين الناس في كل جانب من جوانب حياتهم ونشاطاتهم وأعمالهم، فهي عامة في جميع المكلفين، وجارية على مختلف أحوالهم، وإليها يرد كل أمر جاءنا ظاهرا أو باطنا، ولا نبالغ إذا قلنا: إن الشريعة الإسلامية تعد منهج حياة كلي، جمع بين الدنيا والدين والعمل والعبادة، وبين الظاهر والباطن، فضمن بذلك للإنسان خيري الدنيا والآخرة.


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٣) سورة الزمر الآية ١١
(٤) سورة الزمر الآية ١٢
(٥) سورة هود الآية ٦١
(٦) سورة الملك الآية ١٥