للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

فإنه قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن رسالة محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - لجميع الناس: عربهم وعجمهم، وملوكهم وزهادهم وعلمائهم وعامتهم، وأنها باقية دائمة إلى يوم القيامة، بل عامة للثقلين الجن والإنس، وأنه ليس لأحد من الخلائق الخروج عن متابعته وطاعته، وملازمة ما يشرعه لأمته من الدين. وما سنه لهم من فعل المأمورات وترك المحظورات، بل لو كان الأنبياء المتقدمون قبله أحياء لوجب عليهم متابعته ومطاوعته (١).

إن القرآن الكريم يحكي رسالات الأنبياء السابقين بعنوان القومية الخاصة قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرهُ} (٢) وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُُهُ} (٣) وقال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرهُ} (٤) وقال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} (٥) وقال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرهُ} (٦) وقال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} (٧) ويقول تعالى في عيسى: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} (٨)


(١) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج ١١/ ٤٢٢، ٤٢٣.
(٢) سورة الأعراف الآية ٥٩
(٣) سورة الأعراف الآية ٦٥
(٤) سورة الأعراف الآية ٧٣
(٥) سورة الأعراف الآية ٨٠
(٦) سورة الأعراف الآية ٨٥
(٧) سورة الأعراف الآية ١٠٣
(٨) سورة آل عمران الآية ٤٩