للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم يعلن عالمية دعوته ونبوته للعالمين وختمه للنبيين. قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (١) وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٢).

ففي ذلك دليل على إثبات عالمية هذه الرسالة منذ أيامها الأولى لا كما يدعي بعض المؤرخين - غير المسلمين - أن الدعوة الإسلامية نشأت محلية.

ثم طمحت بعد اتساع رقعة الفتوحات الإسلامية أن تكون عالمية، كلا إنها عالمية منذ نشأتها الأولى، رسالة عامة موجهة إلى جميع الناس، مهما اختلفت ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم في كل زمان وفي كل مكان، ابتداء من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ويقوم الناس لرب العالمين. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٣).

ومن الأحاديث الدالة على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم:

ما رواه البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (٤)».

وما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا


(١) سورة الفرقان الآية ١
(٢) سورة الأنبياء الآية ١٠٧
(٣) سورة سبأ الآية ٢٨
(٤) صحيح البخاري، كتاب التيمم باب ١ ج ١/ ٨٦