للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - أن يكون الناسخ متراخيا عن المنسوخ.

وأما الشروط المختلف فيها فمنها:

١ - أن يكون الناسخ مثل المنسوخ في القوة أو أقوى منه لا دونه؛ لأن الضعيف لا ينسخ القوي.

٢ - أن يكون ناسخ القرآن قرآنا وناسخ السنة سنة.

٣ - أن يكون قد ورد الخطاب الدال على بيان انتهاء الحكم بعد التمكن من الفعل.

٤ - أن يكون الناسخ مقابلا للمنسوخ مقابلة الأمر للنهي والمضيق للموسع.

٥ - أن يكون الناسخ والمنسوخ نصين قاطعين.

٦ - أن يكون النسخ ببدل مساو أو مما هو أخف منه.

٧ - أن يكون الخطاب المنسوخ حكمه مما لا يدخله الاستثناء أو التخصيص.

وقد نقل صاحب كتاب (نظرية النسخ في الشرائع السماوية) عن الآمدي في الإحكام والزرقاني في مناهل العرفان أن الراجح كونه لا داعي لهذه الشروط السبعة (١).

وقد عد صاحب (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه) من شروط الناسخ (٢) أن يكون منفصلا من المنسوخ منقطعا منه، فإن كان متصلا به غير منقطع عنه لم يكن ناسخا لما قبله مما هو متصل به، نحو قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} (٣) فليس قوله {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ} (٤) ناسخا لقوله {حَتَّى يَطْهُرْنَ} (٥) في قراءة من خفف {يَطْهُرْنَ} (٦)؛ لأنه متصل به، فالأول يراد به ارتفاع الدم والثاني التطهير بالماء.


(١) نظرية النسخ في الشرائع السماوية ص ١٢٣.
(٢) ص١٠٨ وما بعدها.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٢٢
(٤) سورة البقرة الآية ٢٢٢
(٥) سورة البقرة الآية ٢٢٢
(٦) سورة البقرة الآية ٢٢٢