للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموصوف إلى الصفة من ربك أي ابتداء تنزيله من عنده سبحانه و {بِالْحَقِّ} (١) في محل نصب على الحال أي متلبسا بكونه حقا ثابتا لحكمة بالغة {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} (٢) على الإيمان فيقولون: كل من الناسخ والمنسوخ من عند ربنا ولأنهم أيضا إذا عرفوا ما في النسخ من المصالح ثبتت أقدامهم على الإيمان ورسخت عقائدهم (٣) اهـ.

وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} (٤) الآية. يذكر تعالى أن المكذبين بهذا القرآن يتتبعون ما يرونه حجة لهم وهو أن الله تعالى هو الحاكم الحكيم الذي يشرع الأحكام ويبدل حكما مكان آخر لحكمته ورحمته فإذا رأوه كذلك قدحوا في الرسول وبما جاء به و {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} (٥) قال الله تعالى: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (٦) منهم جهال لا علم لهم بربهم ولا بشرعه. إلى أن قال رحمه الله عند تفسير قوله تعالى بعد ذلك {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} (٧) عند نزول آياته وتواردها عليهم وقتا بعد وقت فلا يزال الحق يصل إلى قلوبهم شيئا فشيئا حتى يكون إيمانهم أثبت من الجبال الرواسي وأيضا فإنهم يعلمون أنه الحق وإذا شرع حكما من الأحكام ثم نسخه علموا أنه أبدله بما هو مثله أو خير منه لهم وأن نسخه هو المناسب للحكمة الربانية والمناسبة العقلية (٨)


(١) سورة النحل الآية ١٠٢
(٢) سورة النحل الآية ١٠٢
(٣) فتح القدير ج٣ ص١٩٤.
(٤) سورة النحل الآية ١٠١
(٥) سورة النحل الآية ١٠١
(٦) سورة النحل الآية ١٠١
(٧) سورة النحل الآية ١٠٢
(٨) تيسير الرحمن ج٤ ص ١١٨.