للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإما أن يكون الله بائنا عنهما لم يدخل فيهما ولم يدخلا فيه، وهذا قول أهل الحق والتوحيد والسنة، ولأهل الجحود والتعطيل في هذا الباب شبهات يعارضون بها كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها وما فطر الله عليه عباده وما دلت عليه الدلائل العقلية الصحيحة، فإن هذه الأدلة كلها متفقة على أن الله سبحانه فوق مخلوقاته عال عليها قد فطر الله على ذلك العجائز (١)، والأعراب والصبيان في الكتاب كما فطرهم على الإقرار بالخالق تعالى، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «كل مولود يولد على الفطرة (٢) فأبواه


(١) وفي (ب) (العجايم) وهو خطأ.
(٢) رواه البخاري في صحيحه برقم (١٣٥٩، ١٣٨٥) في الجنائز باب إذا أسلم الصبي، وباب ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم برقم (٢٦٥٨) في القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، ومالك في الموطأ برقم (٥٢)، من كتاب: الجنائز باب جامع الجنائز، والترمذي في سننه برقم (٢١٣٩) في القدر باب كل مولود يولد على الملة، وأبو داود برقم (٤٧١٤) في السنة باب ذراري المشركين عن أبي هريرة. ورواه الطبراني في الكبير ١/ ٢٥٩ - ٢٦١ وأبو يعلى في مسنده والبيهقي في السنن (كنز العمال حديث ١٣٠٦) عن الأسود بن سريع.