أحرقت الأخضر واليابس في الأمم المحرومة منها. . ولعل الشعوب المسلمة على إطلاقها أكثر الأمم شعورا بهذا الحرمان، وأكثرها معاناة تحت كابوس الاستبداد، الذي يوشك أن يحيل جماهيرها مجموعات من الهتافين والمصفقين والمحرومين.
وفي يقيني أن تصنيف الطلاب ذكورا وإناثا حسب مواهبهم، ووفق مستوياتهم التربوية، شرط أساسي للحصول على الثمرات المنشودة من التربية والتعليم، إذ المفروض أن يصحب هذا التصنيف تصنيف لا مندوحة عنه في خطط الدراسة والتوجيه، فيكون لكل مستوى مدرسوه ومشرفوه المتخصصون، وبذلك يتم الارتفاع بسوية الجميع، بدلا من تعريض الجميع للفوضى التي تضيع معها الجهود، وتقل بها فرص النجاح الصحيح. .
وإني إذ أعرض هذه الأفكار المباينة لواقعنا التعليمي في مختلف أرجاء الوطن الإسلامي لواثق أنها لاقية القبول عند ذوي الفكر الأصيل من رجال التربية والتعليم، وإن قوبلت بالسخرية من الآخرين الذين لا يستطيعون التخلي عن طريقة أسلافهم القائلين:{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}(١).
ولكن مجرد قبول الفكرة نظريا لا يكفي للإفادة منها، بل لا بد من التحرك في محاولة صادقة لترجمة الفكر إلي واقع عملي، وليس ذلك على ذوي العزائم والمعرفة والإخلاص بعزيز إن شاء الله.