للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإسراف هو تجاوز الحد في الاستهلاك الحلال، والتبذير هو الإنفاق في الحرام، وكل ما ينفق في الطاعة فلا يدخل في دائرة الإسراف مهما عظم أو كان الإنسان محتاجا إليه وقد «أهدت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بردة وكان صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فلبسها. فرآها عليه رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه اكسنيها فقال: نعم، وأعطاها له (١)» وقد تأسى الصحابة برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخذ أبو بكر كل ماله معه في الهجرة لينفق منه عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قبل ذلك قد أعد راحلتين له وللرسول صلى الله عليه وسلم (٢). وفي يوم من الأيام أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتصدقوا فتصدق عمر بنصف ماله وتصدق أبو بكر بكل ماله وعندما سأله عليه السلام «ماذا أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله (٣)» وكان عمر رضي الله عنه قد أصاب بخيبر مالا لم يصب قط أنفس منه. فتصدق به كله رضي الله عنه (٤). وجهز عثمان رضي الله عنه جيش العسرة وتصدق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمس مائة فرس في سبيل الله (٥).

ولما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين سعد بن الربيع من الأنصار وعبد الرحمن بن عوف من


(١) حياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ٣٢٨ - ٣٢٩
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ١٣٣، حياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ٣٣٦
(٣) حياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ٣١٥ والحديث رواه الترمذي في كتاب المناقب باب مناقب أبي بكر وعمر ٥/ ٦١٥، وقال: هذا حديث حسن صحيح
(٤) حياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ٣٢٢، والحديث رواه مسلم في كتاب الوصية باب الوقف ٣/ ١٢٥٥
(٥) حياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١.