للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقول: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت (٢)» وهذا تواضع منه صلى الله عليه وسلم.

وكان زاهدا قانعا باليسير فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: «يا ابن أختي إنا كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. فقلت: يا خالة: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء (٣)». . .

وعن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث قال: «ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة (٤)».

وكان كثير الحياء حتى وصفه أبو سعيد الخدري بقوله: «كان أشد حياء من العذراء في خدرها (٥)».

وكان عابدا لله تعالى مستغفرا له باستمرار حتى قال فيه المغيرة بن شعبة: «إن كان ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له فيقول: " أفلا أكون عبدا شكورا (٦)».

وقال عليه الصلاة والسلام:. . . . «وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة (٧)». وكان شجاعا مجاهدا في سبيله سبحانه فإذا حمي الوطيس في المعركة وشمرت الحرب عن ساقيها رأيت فيه مثال الشجاعة والثبات كما حدث في أحد وحنين حين قال فيه البراء: «كنا والله إذا احمر البأس نتقي به. وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي عليه الصلاة والسلام (٨)».


(١) البخاري كتاب الهبة ٣/ ١٢٩
(٢) الكراع من البقر والغنم أسفل الساق العاري من اللحم (١)
(٣) البخاري كتاب الهبة ٣/ ١٢٩
(٤) البخاري كتاب الوصايا ٣/ ١٨٦
(٥) مسلم كتاب الفضائل ٤/ ١٨٠٩
(٦) البخاري كتاب التهجد ١/ ٤٤
(٧) مسلم كتاب الذكر والدعاء ٤/ ٢٠٧٥
(٨) مسلم كتاب الجهاد ج ٣ / ص١٤٠١