وهذه الأخلاق التي تحلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت ملازمة له طوال حياته ومن أول عمره إلى آخره إذ كانت سجية من سجاياه وطبعا من طباعه لم يحمل نفسه على التكلف بها إذ المتكلف لا يمكنه الثبات على ذلك طوال عمره، وهذا ما أشار إليه سبحانه:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}(١).
وخلاصة القول: إن مثل هذه الصفات الخلقية والخلقية وهذه السيرة المرضية لا يتأتى بعض منها إلا لنبي من الله عليه بنعمة الرسالة فهداه واجتباه وحباه فكيف بها مجتمعة في شخصه الكريم؟ لا شك أن اجتماعها فيه من أعظم الأدلة على نبوته صلى الله عليه وسلم.