على هذا: أن هذه الصفوة الخيرة التي جاءت من كل بطاح الأرض من المسلمين إذا ما اجتمعوا على رأي فهو الرأي الصواب، وحتى لو كان لنا رأي آخر فلا نعتقد بأن رأينا هو أصوب من رأي هذه الجماعة " انتهى.
ولقد أصدر ذلك المؤتمر عددا من القرارات وجاء في القرار الثاني منها: " تحريم استعمال العنف واللجوء إلى القوة العسكرية في فض أي نزاع كان بين الدول الإسلامية ووجوب اللجوء إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
ومما يدل على أن الإسلام يستغل ولا يلتزم من قبل النظام العراقي أن هذه العهود والقرارات التي تعهد النظام العراقي بإنفاذها انتهكت كلها بلا استثناء.
فالنظام العراقي باحتلاله للكويت وتهديده لدول الخليج انتهك مبادئ الحق والعدل وحسن الجوار، وانتهك المبادئ والمواثيق التي تحرم استعمال العنف واللجوء إلى القوة العسكرية في فض النزاع بين الدول الإسلامية، فقد استعمل العنف وانتهك حق الجار. . ولا يزال النظام العراقي يوغل في استغلال الإسلام حتى صار هذا الاستغلال استهزاء بالإسلام، واستخفافا بعقول أهله، وإلا فأين الإسلام في ظل النظام العراقي؟. . أين الإسلام في القضاء والمحاكم، والتربية والتعليم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والثقافة والإعلام وأين الدعوة الإسلامية ألم يكبت النظام العراقي صوتها، ويطارد دعاتها ويسجنهم ويقتلهم حتى أصبح التخفي بأمر الدعوة هو الظاهرة الغالبة تحت وطأة النظام العراقي.
وهذا كله دليل على أن هذا النظام يستغل الإسلام ولا يلتزمه.
والمجتمعون اليوم في مكة المكرمة يبدون عجبهم واستغرابهم واستنكارهم لموقف بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة الذين يؤازرون النظام العراقي ويحضرون مؤتمراته بعد أن ظهر لهم أنه يتخذ الإسلام مطية فحسب.
ألا يتذكر هؤلاء المؤازرون للنظام العراقي ما فعل صدام حسين بإخواننا الأكراد من قتل وتشريد وإبادة؟
ألا يتذكرون ما فعله الرئيس صدام حسين برجال الدعوة الإسلامية داخل العراق قتلا وسجنا وتشريدا ولا تزال سجون العراق مملوءة بالدعاة والعلماء؟!