وقد لاحظ المجتمعون أن النظام العراقي مرد على استغلال الإسلام، وتبرير مظالمه به، افتراء عليه.
وهذه خطيئة لا تطيق ضمائر العلماء والدعاة السكوت عليها إذ هي خطيئة تصور الإسلام على أنه دين يمالئ الظالمين، ويقر الظلم في حين أن دفع الظلم في الأرض هو أحد المقاصد الكبرى للإسلام.
ومن الوقائع العلمية التي تدل على هذا الاستغلال الخبيث للإسلام، المؤتمر الذي ينظمه النظام العراقي في هذه الأيام في بغداد وتحت شعار إسلامي. . . فليس بخاف على ذي وعي وضمير ذلك التناقض القائم بين الإسلام والفكر المادي الذي هو قوام النظام العراقي.
ولا يحل لأحد احتكار الإسلام أو منع الناس من الانعطاف نحوه بيد أن هناك فرقا واضحا وكبيرا بين الاتجاه الصادق نحو الإسلام وبين استغلال الإسلام، فدليل الأول هو الاستجابة لله ولرسوله في كل شيء. أما الثاني فلا يتطلب أكثر من رفع الشعار الإسلامي ابتغاء تحقيق أهداف لا علاقة لها بالإسلام.
فإذا كانت القيادة العراقية مخلصة في الأخذ بالإسلام وصادقة في التجاوب مع المؤتمرات الإسلامية الشعبية التي تعقدها، فإنه يتعين عليها أن تحترم تلك المؤتمرات وأن توفي لها بما وعدتها به من قبل.
منذ ثماني سنوات خاطب الرئيس العراقي صدام حسين المؤتمر الإسلامي الشعبي الأول الذي انعقد في بغداد فقال:
" إن الإيمان بمبادئ الحق والعدل والشعور بالمسئولية أمام المسلمين يفرضان علينا جميعا تلمس الحقيقة وصولا إلى الحل الموضوعي والمبدئي العادل من أجل السلام وإقامة علاقات طبيعية على أساس من مبادئ حسن الجوار ومبادئ الإسلام والمواثيق والأعراف الدولية. أقول مسبقا بأننا نوافق على كل قرار تتخذونه في هذا المؤتمر ومن الآن نعطي الموافقة من أعلى سلطة في الدولة مع الاعتذار لشعب العراق ولفقهاء القانون الدولي والعاملين في السياسة والقوانين، إذ ربما ينتقدون صدام حسين ويقولون: كيف يجوز لرئيس دولة أن يعطي قرارا مسبقا بالموافقة على أمر لم يقرأه ولم يره ولم يعرفه. فأقول تعليقا