علماء الإسلام ودعاته إلى لقاء عاجل في مكة المكرمة.
وفي الفترة من ٢٣ - ٢٥ جمادى الآخرة ١٤١١ هـ الموافق ٩ - ١١ يناير ١٩٩١ م انعقد اجتماع العلماء والدعاة بفضل الله وتوفيقه.
وفي جو يتخلله الإحساس بالخطر، وتسوده روح المسئولية وتظله الرغبة الصادقة في النصح.
وبعد تشاور عميق، وتبادل بصير للرأي على مدى ثلاثة أيام، أصدر اجتماع العلماء والدعاة في مكة المكرمة، البيان التالي:
إعلان مكة المكرمة إلى الأمة الإسلامية
تجتاز الأمة الإسلامية اليوم مرحلة من أشق مراحل حياتها، ومن أشدها كربا وبلاء على المسلمين في دينهم ودنياهم، وأمنهم الخاص والعام، وحياتهم الذاتية، ووجودهم الدولي.
وإنما كان العدوان العراقي على الكويت هو مصدر هذا البلاء وسببه. . فمنذ أن وقع العدوان، والأمة الإسلامية تعيش حزنا عميقا وفتنة عامة لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته، فإذا قيل: انقضت تمادت.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من نصف عام على الغزو العراقي للكويت، فإن النظام العراقي لم يصغ إلى صوت الحق، ولم يستجب لنداءات الأخوة والجوار والرشد والمصلحة، وهي نداءات جد كثيرة، ومتوالية، ومتعددة المستويات.
ومهما تمادى الظالم في ظلمه، فإن العلماء لا يجوز أن يملوا من التذكير والجهر بالحق، ودحض الباطل:{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}(١) الزخرف / ٥.
ومن الحقائق المقررة: إن طول الزمن لا يمنح الباطل أحقية، ولا الظلم شرعية.