اندلعت إلا ما شاء الله. وإن إرادة اتقاء الحرب تتطلب مواجهة صريحة وشجاعة مع التعنت العراقي الذي هو السبب الأساسي لهذه الحرب الخطيرة.
وكل حريص على إنقاذ هذه الأمة من هذه الحرب يجب عليه أن يجاهد في سبيل إزالة دواعيها وهو: رفض النظام العراقي سحب جيوشه الغازية من الكويت.
إن علماء الإسلام المجتمعين في مكة المكرمة يشعرون بخطورة الموقف، ويدركون الأهوال المروعة للكارثة إذا وقع زلزال الحرب وتفجر بركانها، ويدركون أن الأمة مقبلة على مستقبل عظيم الخطر ما لم تأخذ حذرها، وترفع درجة يقظتها وتأطر صدام حسين على الحق أطرا بعزله نفسيا وبمحاضرته فكريا وإعلاميا وبصك أذنيه - أبدا - بالكلمة الشجاعة وهي: اخرج يا صدام حسين من الكويت.
اخرج الآن وليس غدا. . . اخرج ولا تكن كأشقى ثمود الذي جر على قومه بعمله شر ما يجره رجل على قومه.
اخرج وكف عن دعوى تحرير فلسطين فليس يدافع عن فلسطين من يتذرع بمنطق مستعمريها في الاحتلال والاستعمار والدعاوى التاريخية.
اخرج وإلا فإن أجيال الأمة الحاضرة والآتية تحملك - أنت وأعوانك - مسئولية كل قطرة دم تراق، وتبعة كل بيت يهدم، وجريرة خراب العراق وغير العراق.
وفي ضوء هذا المفهوم يتبدى الخطأ الجسيم في موقف الذين يسايرون النظام العراقي ولا ينصحونه، فهذه المسايرة تغريه بالإصرار على الموقف المتعنت، وهذا الموقف هو البوابة الواسعة إلى جحيم الحرب.
ولقاء مكة اليوم إذ يجلي هذه الحقائق والوقائع ويضعها بين يدي العالم الإسلامي فإنه يختم إعلانه إلى الأمة الإسلامية بالتأكيد على ما يلي:
١ - ينبغي أن تتحد كلمة العلماء والدعاة في قضية مواجهة العدوان العراقي وإدانته، فمن خصائص المؤمنين والدعاة إلى الله أنهم يقفون صفا واحدا لردع البغي {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}(١) الشورة / ٣٩
٢ - دعوة الذين ناصروا النظام العراقي في ظلمه وبغيه أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله في عملهم ويدركوا أن عملهم هذا محادة لله ولرسوله وتبرير لتمزق الأمة