واختلافها، وإن عليهم أن يعودوا للصف الإسلامي وينضموا إلى جماعة المسلمين في الوقوف في وجه صدام حسين وردعه عن الظلم والبغي {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}(١) هود / ١١٣. إن الوقوف مع هذا النظام الظلوم دعم للظلم، وتشجيع على الاستمرار في الاعتداء على الكويت، واضطهاد أهلها، وتخريب مؤسساتها، وإتلاف بيئتها، وهو كذلك إغراء بالتعنت المفضي إلى الحرب.
والإغراء بالجريمة مشاركة فيها، فالمؤيدون للقيادة العراقية يتحملون - من ثم - تبعة كبيرة من تبعات نشوب الحرب، وما يتبع ذلك من خسائر في الأنفس والثمرات.
٣ - وعلماء المسلمين وهم ينادون بإنقاذ الأمة من حرب ضروس يدركون أن سبيل الإنقاذ الوحيد هو استجابة القيادة العراقية والتزامها الفوري والواضح لنداءات علماء الإسلام ودعاته وقرارات مؤتمر القمة العربي ووزراء خارجية الدول الإسلامية ومجلس الأمن الداعية إلى انسحاب القوات العراقية من الكويت انسحابا كليا غير جزئي وناجزا من غير تسويف. كما يدركون أن إصرار القيادة العراقية على احتلال الكويت هو الذي سيفجر حربا وخيمة العواقب تصرفنا عن مواجهة قضايانا الكبرى، وخاصة قضية فلسطين.
٤ - إن اجتماع العلماء، إذ يلحظ شذوذ القيادة العراقية وانحرافها عن مبادئ الأمة الإسلامية ومصالحها الحيوية، فإنه يعرف ما للشعب العراقي من أصالة عربية وإسلامية، ومن دور رائد في خدمة الإسلام وحضارته عبر تاريخ طويل حافل بالعطاء العلمي والدفاع عن حصون الأمة، كما يدرك المجتمعون أن هذا الشعب مغلوب على أمره. وأن النظام العراقي قد مارس القسوة والبطش على هذا الشعب قبل أن يمارسها ضد غيره.
ومن هنا، فإن نداء العلماء بضرورة إنقاذ الأمة من مهالك الحرب، إنما تقف وراءه دوافع الحفاظ والحرص على أمن الشعب العراقي وسلامته، كما تقف وراءه دوافع حماية الأمة من قوارع ماحقة يدق طبولها النظام العراقي. والعلماء إذ