للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسنة - وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب - والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن. انتهى. وهذا لأن الداعية كالطبيب يراعي حالة المريض في علاجه له.

٢ - وأما مجالات الدعوة فهي كثيرة يجب أن تستغل كلها وتشغل بالدعوة إلى الله، منها:

١ - مجال التعليم سواء كان على نظام الحلق في المساجد أو على نظام الفصول الدراسية، فالمدرس يجب أن يكون داعية إلى الله بالقول والعمل والقدوة الحسنة، ولا يقتصر عمله على إلقاء درسه فقط، فإن الطالب يتأثر بمدرسه ويقبل منه، ويقتدي به أكثر من غيره، فليستغل المدرسون هذا الانقياد من طلابهم فيقودوهم إلى الخير، ويذودوهم عن الشر.

٢ - إمامة المسجد وخطبة الجمعة، وهما مجال واسع ومتكرر يوميا وأسبوعيا يستطيع من خلاله الإمام والخطيب أن يوجه وينبه وأن يدعو إلى الله على بصيرة، وكان غالب تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم توجه إلى الناس بعد الصلوات وفي خطب الجمعة، فلو استغل هذا المجال استغلالا حسنا لأثمر خيرا؛ لأن الناس يجتمعون في بيت من بيوت الله بقلوب مؤمنة متطلعة إلى التوجيه والتعليم، ومن هنا يجب أن يكون الإمام والخطيب على مستوى طيب من العلم والرغبة في الدعوة والتوجيه؛ لينفع الله به، فيجب أن يختار للإمامة من هو على هذا المستوى.

٣ - موسم الحج - هذا الموسم العظيم الذي يجتمع فيه المسلمون من جميع أقطار الأرض في مكان واحد مما يوفر على الدعاة كثيرا من عناء السفر إلى مشارق الأرض ومغاربها، ويتيح لهم الفرصة أن يلتقوا بأكبر عدد ممكن من المدعوين، ولا شك أن الحجاج يتقبلون التوجيه أكثر من غيرهم، لأنهم جاءوا بقلوب مؤمنة متطلعة إلى الخير والتوجيه الحسن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى الحجاج في منازلهم فيعرض دعوته عليهم، وكان يلقي خطبه في عرفات وأيام التشريق.