للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: زيد بن ثابت، فيقول: لم يسقط على مكان زيد، ولكن أهل البلد يحتاجون إلى زيد فيما يجدون عنده مما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره (١). .

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يسأل زيد بن ثابت عن الحكم الشرعي فيما يعرض له من الوقائع، فقد طلق حبان بن منقذ إمراته وهي ترضع ابنا له، فمكثت سبعة أشهر أو ثمانية أشهر لا تحيض، فقيل له: إن مت ورثتك، فقال: احملوني إلى عثمان، فحملوه فأرسل إلى علي وزيد بن ثابت فسألهما؟ فقالا: نرى أن ترثه، قال: ولم؟ قالا: لأنها ليست من اللائي يئسن من المحيض، ولا من اللائي لم يحضن، وإنما منعها من الحيض الرضاع، فأخذ الرجل ابنه منها، فلما فقدته حاضت حيضة، ثم حاضت في الشهر الثاني حيضة أخرى، ثم مات قبل أن تحيض الثالثة، فورثته (٢). وكان معاوية بن أبي سفيان يسأل زيد بن ثابت فيما يعرض له من الحوادث، ومن ذلك أن الأحوص طلق امراته، ثم مات بالشام حين دخلت امرأته في الحيضة الثالثة، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى زيد بذلك، فكتب إليه زيد: إذا دخلت في الحيضة الثالثة فقد بانت، فلا رجعة ولا ميراث (٣). . وسأله عن ميراث الجد، فكتب إليه زيد بن ثابت رضي الله عنه: إنك كتبت إلى تسألني عن الجد، الله أعلم، وذلك مما لم يكن يقضي فيه إلا الأمراء - يعني الخلفاء - وقد حضرت الخليفتين قبلك يريد: عمر وعثمان - يعطيانه مع الأخ الواحد النصف، ومع الاثنين الثلث فإن كثرت الأخوة لم ينقصوه عن الثلث (٤). وكان مروان بن الحكم قبل توليه الخلافة - لأن زيدا توفي ومروان أمير


(١) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٦٠
(٢) ابن أبي شيبة ١/ ٢٥٣ والمحلى ١٠/ ٢٢٥ و ٢٦٩ وعبد الرزاق ٦/ ٣٤٠ والمغني ٧/ ٤٦٥.
(٣) ابن أبي شيبة ١/ ٢٥٣ ب وسنن البيهقي ٧/ ٤١٥ وتفسير القرطبى ٢/ ٤٤٤
(٤) عبد الرزاق ١٠/ ٢٦٧ والموطأ ٢/ ٥١٠ والمحلى ٩/ ٢٨٥ وكشف الغمة ٢/ ٣٩