للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدينة المنورة - يسأل زيد بن ثابت فيما يعرض له من الحوادث، ومن ذلك: أنه حدث أن تزوج الحارث بن الحكم امراة، فقال عندها فرآها خضراء - أي سمراء - فطلقها ولم يمسها، فأرسل مروان بن الحكم إلى زيد بن ثابت فسأله، فقال زيد: لها الصداق كاملا، فقال مروان: إنه لا يتهم، قال زيد: أرأيت يا مروان لو كانت حبلى كنت مقيما عليها الحد؟ قال: لا، قال: فلا إذن (١). .

وروى ثويب قال: رمى البحر بسمك كثير ميتا، فأتينا أبا هريرة فاستفتيناه، فأمرنا بأكله، فرغبنا عن فتيا أبي هريرة، فأتينا مروان، فأرسل إلى زيد بن ثابت يسأله؟ فقال: حلال، كلوه (٢). .

وسأله عن تسري الرجل بمطلقته الأمة في حادثة وقعت في عصره، فقد تزوج رجل أمة كانت لكثير بن الصلت، فطلقها ألبتة، ثم ابتاع الجارية من كثير، فقال له كثير: لا تعجل حتى أرجع إليك، فأتى مروان بن الحكم يذكر ذلك له، فقال له مروان: انطلق إلى زيد بن ثابت فاسأله عن ذلك، فانطلق إلى زيد بن ثابت، فسأله، فقال: لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. فانطلق كثير إلى الرجل فأخبره. فقال الرجل: اشهدوا أني أعتقتها وتزوجتها، وأصدقها كذا وكذا، فقال كثير: لا تعجل حتى أرجع إليك، فأتى زيد بن ثابت، فذكر ذلك له، فقال: لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. .

وكان عبد الملك بن مروان لا يعدل بقول زيد بن ثابت قولا غيره، ويعتر زيد بن ثابت نعم المشير على عثمان بن عفان، ولما كان عبد الملك يعرف حب أهل المدينة لزيد بن ثابت، وأخذهم بقوله، فإنه كان يستغل هذا الحب وهذا


(١) عبد الرزاق ٦/ ٢٨٦ وابن أبي شيبة ١/ ٢١٧ وسنن البيهقي ٧/ ٢٥٦ والمحلى ٩/ ٤٨٣
(٢) عبد الرزاق ٤/ ٥٠٦ وسنن البيهقي ٩/ ٢٥٤ والموطأ ٢/ ٤٩٥ وشرح السنة ١١/ ٢٤٩ وكشف الغمة ١/ ٢٤٠