للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يذكر قصصا طويلة عن أيوب لا يتسع المقام لذكرها. رواها عن وهب بن منبه، وهي رواية غريبة لا يصدقها العقل أو المنطق، ولا تليق بمقام الأنبياء لما فيها من المنافاة لمقامهم عند الله.

وقد ذكر هذه القصة في تفسيره في الجزء الخامس من زاد المسير من ص ٣٧٥ إلى ص ٣٧٨.

ومثلا عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ} (١) سورة النمل آية ٣٥، يسرد في ذلك قصة طويلة هي أقرب ما تكون إلى الخيال.

يقول: إنها بعثت ثلاث لبنات من ذهب في كل لبنة مائة رطل وياقوتة حمراء طولها شبر مثقوبة، وثلاثين وصيفا، وثلاثين وصيفة، وألبستهم لباسا واحدا حتى لا يعرف الذكر من الأنثى، ثم كتبت إليه، إني بعثت إليك بهدية فأقبلها وبعثت إليك بياقوتة طولها شبر، فأدخل فيها خيطا على طرفي الخيط بخاتمتك، وقد بعثت إليك ثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا فميز بين الجواري والغلمان، فجاء أمير الشياطين فأخبره بما بعثت إليه، فقال له: انطلق فافرش على طريق القوم من باب مجلسي ثمانية أميال في ثمانية أميال [لبنا]، من الذهب (٢). .

وهكذا حتى نهاية القصة وقد نسبها إلى ابن عباس، وقد علق ابن كثير رحمه الله عليها قائلا: والله أعلم أكان ذلك أم لا؟ وأكثره مأخوذ من الإسرائيليات. ومثلا عند تفسيره لقوله تعالى: {فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا} (٣) سورة القصص آية ٣٨. نراه قد ذكر رواية غريبة عن بناء الصرح والعمال والفعلة وأنهم خمسون ألف بناء سوى الأتباع إلى آخر الرواية، ورميه بالنشابة وأنها رجعت ملطخة بالدم، فقال: قتلت إله موسى (٤).

وقد روى هذه الرواية الطبري عن السدي ورواها السيوطي عن السدي وقد علق عليها القرطبي قائلا: والله أعلم بصحة ذلك.


(١) سورة النمل الآية ٣٥
(٢) زاد المسير جـ ٦، ص ١٧٠
(٣) سورة القصص الآية ٣٨
(٤) زاد المسير جـ ٦ ص ٢٢٣