من افتراءات المستشرقين على أساليب المحدثين في العناية بمتون الأحاديث
بقلم
د. عزية علي طه.
[مقدمة]
لقد هاجم كثير من المستشرقين الإسلام، عقائده، وشرائعه، وتركز جل هجومهم على شخص النبي صلى الله عليه وسلم وسنته المطهرة. ولقد زعموا أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تدوين السنة قد أدى إلى ضياعها، ومن ثم دفع المحدثين في العصور اللاحقة إلى اختلاق كثير من الأحاديث ونسبتها زورا وبهتانا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمادا منهم على ما يدعونه من إجماع المسلمين، كما أدى ذلك أيضا بزعمهم إلى خلط متون الأحاديث بمزج من الأساطير المنقولة عن الوثنين وأهل الكتاب.
وزعموا كذلك أن جهود المحدثين لم تؤد إلى تنقية السنة من الشوائب والاختلاق والدس - على الرغم من ادعاء المحدثين وتفاخرهم بتحري الدقة والموضوعية في توثيق الأحاديث، بل كانت هذه الجهود هي السبب المباشر في ضياع السنة الشريفة وطمس معالمها وتشويهها؟ وحشوها بالمتناقضات التي لا يمكن التوفيق بينها لأنها - بزعمهم - كانت جهودا خالية من الجدية والنزاهة والموضوعية.