فهل حقا صدرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة تنهى عن كتابة السنة؟ وهل النهي عن كتابة السنة أدى إلى ضياعها؟ وهل توجد أحاديث نبوية أخرى صحيحة تحث على كتابة السنة؟ وهل وفق المحدثون بين أحاديث الإذن بكتابة السنة وأحاديث النهي عن كتابتها؟
وهل نقل المحدثون متون الأحاديث عن أساطير أهل الكتاب أو غيرهم؟ أم تحروا العدالة والنزاهة والجدية في تحقيق وتمحيص وتدوين السنة الشريفة؟ وهل كان للمحدثين مناهج دقيقة وثابتة في تحقيق السنة؟ وهل التزم المحدثون هذه المناهج عند اعتمادهم لمتون الأحاديث؟
وهل متون الأحاديث الشريفة الصحيحة متناقضة ومتدافعة؟ أم أن المقبول من السنة محكم في جملته وأن الأحاديث المقبولة المختلفة قليلة؟ وهل أعجزت الأحاديث المختلفة المحدثين وأعيتهم كما ادعى المستشرقون أم أنهم أولوها تأويلا مقبولا وموفقا بإذن الله؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها ولدحض هذا الظلم والإجحاف الذي صدر عن بعض المستشرقين في حق النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، وإحقاقا للحق، ووضعا للأمور في نصابها، ومقاومة للباطل وتفنيدا له، فإنني سوف أتناول في هذا البحث الموضوعات التالية:
١ - استعراض بعض افتراءات المستشرقين حول أساليب المحدثين في العناية بمتون الأحاديث.
٢ - اختلاف الروايات حول تدوين الحديث وكيفية الجمع بينها.
٣ - بعض الأسباب التي دفعت المحدثين للعناية بمتون الأحاديث.
٤ - بعض المناهج التي اتبعها المحدثون للعناية بمتون الأحاديث.
٥ - بعض النتائج التي ترتبت على عناية المحدثين بمتون الأحاديث.
٦ - حكم المحدثين على الأحاديث المتعارضة والأحاديث التي ظاهرها التعارض.