للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن بني إسرائيل؟ قال: نعم تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه (١)».

أما هذه الأحاديث الواردة في شأن التحدث عن بني إسرائيل وفيها الحديث الذي أورده السيوطي في مؤلفه تحذير الخواص من أكاذيب القصاص ونصه: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي (٢)»، فلا تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على الأخذ عن بني إسرائيل وإنما معناه كما جاء في تحذير الخواص للسيوطي، كما يلي: " أن الحديث عن بني إسرائيل إذا حدثت به فأديته على ما سمعته حقا كان أو غير حق، لم يكن عليك حرج، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يحدث به إلا عن ثقة " (٣) ويفهم من كلام السيوطي أن التحديث عن بني إسرائيل لا قيمة له ولا حرج على من صدق أو كذب فيه.

ولقد أورد الخطيب البغدادي عن السلف الصالح في كراهة تدوين السنة ما يلي: عن أبي نضرة قال: قلنا لأبي سعيد: لو كتبتم لنا فإنا لا نحفظ، قال: لا نكتبكم ولا نجعلها مصاحف، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا فنحفظ، فاحفظوا عنا كما كنا نحفظ عن نبيكم. . . إن ابن مسعود كره كتاب العلم. . . عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال: كنا نسمع الشيء فنكتبه ففطن لنا عبد الله، فدعا أم ولده، ودعا بالكتاب وبإجانة من ماء فغسله ".

أورد الدارمي أيضا أن عبد الله بن مسعود إنما كان يمحو ما كتبه أناس معينون خشية أن يغتروا بما كتبوا ويفتنوا به كما فعل أهل الكتاب فقد جاء


(١) مسند أحمد بن حنبل ٣/ ١٢، ١٣.
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٦).
(٣) عن تحذير الخواص من أكاذيب القصاص: ٧٢، ٧٣.