للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في سنن الدارمي ما يلي: " بلغ ابن مسعود أن عند ناس كتابا يعجبون به، فلم يزل بهم حتى أتوه به فمحاه، ثم قال: إنما هلك أهل الكتاب قبلكم أنهم أقبلوا على كتب علمائهم وتركوا كتاب ربهم " (١).

ولقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خشي خلط الكتاب والسنة بما جاء عند أهل الكتاب. فلقد أورد الخطيب في هذا الشأن ما يلي: " أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له، فقال: إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله تعالى، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا. . . «عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالسا عند عمر، إذ أتى برجل من عبد القيس، مسكنه بالسوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي؟ قال: نعم، قال: وأنت النازل بالسوس؟ قال: نعم، فضربه بقناة معه، فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس، فجلس فقرأ عليه: بسم الله الرحمن الرحيم. . . . إلى:. فقرأها عليه ثلاثا، وضربه ثلاثا، فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال (٦)؟ قال: مرني بأمر أتبعه، قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض، ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس، لأنهكتك عقوبة، ثم قال له: اجلس، فجلس بين


(١) أخرجه الدارمي في سنن كتاب العلم باب من لم ير كتابة الحديث ١/ ١٠٠.
(٢) تقييد العلم: ٥٠، ٥١.
(٣) سورة يوسف الآية ١ (٢) {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}
(٤) سورة يوسف الآية ٢ (٣) {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
(٥) سورة يوسف الآية ٣ (٤) {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}
(٦) سورة يوسف الآية ٣ (٥) {لَمِنَ الْغَافِلِينَ}