للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجيزهم، ونسيت الثالثة (١)».

كما أخرج الحاكم بسنده من حديث أنس رضي الله عنه أنه كان يقول: " قيدوا العلم بالكتاب ".

ولقد جمع الدارمي في سننه أقوال من رخص في كتابة العلم من السلف الصالح فيما يلي: " كتب عن عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة أن انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله. . . عن أبي المليح قال: يعيبون علينا الكتاب وقد قال تعالى: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ} (٢) حدثنا سوادة بن حيان قال سمعت معاوية بن قرة أبا إياس يقول: كان يقال من لم يكتب علمه لم يعد علمه علما. . . وسئل أبو أمامة الباهلي عن كتاب العلم، فقال: لا بأس بذلك. . . عن سعيد بن جبير قال: كنت أسمع من ابن عمر وابن عباس الحديث بالليل، فاكتبه في واسطة الرحل. . . . وقال: كنت أسير مع ابن عباس في طريق مكة ليلا، وكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه. . . وكنت أكتب عند ابن عباس في صحيفة، واكتبه في نعلي. . . وعن عبد الله بن حنش قال: رأيتهم يكتبون عند البراء بأطراف القصب على أكفهم. . . . وعن سليمان بن موسى: أنه رأى نافعا مولى ابن عمر يملي علمه ويكتبه بين يديه. . . . قال أبو قلابة: خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس، ثم خرج علينا لصلاة العصر ومعه، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما هذا الكتاب؟ قال: حديث حدثني به عون بن عبد الله فأعجبني فكتبته. . . دعا الحسن بنيه وبني أخيه فقال: يا بني وبني أخي، إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه، أو قال يحفظه فليكتبه وليضعه


(١) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة؟ ومعاملتهم ٦/ ١٧٠ (من صحيح البخاري بشرحه فتح الباري).
(٢) سورة طه الآية ٥٢