للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في بيته (١).

ولقد جمع الخطيب البغدادي أيضا بعض أقوال السلف الصالح ممن رخص في كتابة العلم منها ما يلي: " أن حمادا قال: أخذت من ثمامة بن عبد الله بن أنس كتابا، زعم أن أبا بكر كتبه لأنس وعليه خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه مصدقا وكتبه له، وإذا فيه: هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، التي أمر الله تعالى بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها. . . وعن عمر بن الخطاب قال: قيدوا العلم بالكتاب. . . وعن الأعمش عن إبراهيم عن أبيه قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه، ليس في كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة، قال: صحيفة معلقة في سيفه، فيها أسنان الإبل وشيئا من الجراحات - فقد كذب، وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو أوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (٢)». . . وكان ابن عباس يأتي أبا رافع فيقول: ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا؟ ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا؟ ومع ابن عباس ألواح يكتب فيها. . . وكان الشعبي يقول: الكتاب قيد العلم. . . إذا سمعتم مني شيئا فاكتبوه ولو في حائط. . . وعن الحسن قال: إنما نكتبه - يعني الحديث - لنتعاهده. . قالوا لقتادة نكتب ما نسمع منك؟ قال: وما يمنعك أن تكتب وقد أخبرك اللطيف الخبير أنه يكتب قال: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} (٣). . . وعن أبي قلابة قال: الكتاب أحب إلي من النسيان. . . عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم، فقلنا نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة فلا نكتبه، قال: فكتب، ولم أكتب، فأنجح


(١) سنن الدارمي كتاب العلم، باب من رخص في كتابة العلم ١/ ١٠٤ - ١٠٧.
(٢) صحيح البخاري كتاب الفرائض (٦٧٥٥)، صحيح مسلم الحج (١٣٧٠)، سنن الترمذي الولاء والهبة (٢١٢٧)، سنن أبو داود المناسك (٢٠٣٤)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٨١).
(٣) سورة طه الآية ٥٢