للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - معرفة العلل الغامضة الخفية التي تقدح في سلامة المتن والسند، وقد عرف علماء المصطلح العلة بما يلي: " هي سبب غامض خفي يقدح في سلامة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه " (١)، ويتوصل المحدثون عادة إلى معرفة العلة في المتن بوسائل مختلفة، كجمع طرق الحديث ومقارنة متونه بعضها ببعض، والبحث في رواته، والموازنة بينهم من حيث الضبط والإتقان.

٥ - اكتشاف الأحاديث المدرجة سندا ومتنا، والذي يهمنا هنا الإدراج في المتن وهو في الاصطلاح: " ما أدخل في (٢) متنه ما ليس منه بلا فصل "، وقد يكون الإدراج في أول الحديث أو في وسطه أو في آخره. ومما أدرج في الحديث من كلام الصحابة قول أبي هريرة رضي الله عنه: «أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار (٣)» فصدر الحديث أي (أسبغوا الوضوء) من كلام أبي هريرة أما «ويل للأعقاب من النار (٤)» فهو الجزء المرفوع من الحديث. ولقد أدرك المحدثون ذلك بتتبع طرق الحديث والنظر في المتون.

٦ - اكتشاف الأحاديث المقلوبة (٥) والقلب في اصطلاح المحدثين هو: إبدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه بتقديم أو تأخير. ومن صور القلب في المتن تحويل بعض الأحاديث إلى أسانيد غيرها عن قصد أو لوهم، ومن صور القلب في المتن أيضا تقديم أو تأخير كلمة أو جملة في متن الحديث، ومثاله: " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله " (٦).


(١) لمزيد من المعلومات عن الحديث المعلل يمكن الرجوع إلى الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: ٦٣.
(٢) تدريب الراوي ١/ ٢٦٨.
(٣) متن الحديث أخرجه أحمد بن حنبل ٢/ ٢٢٨ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يأتي على الناس وهم يتوضؤن ويقول لهم: اسبغوا الوضوء فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب من النار وأخرجه البخاري في كتاب العلم، باب إعادة الحديث ثلاثا ليفهم من حديث عبد الله بن عمرو، وفي آخره قول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للأعقاب من النار ١/ ٢٣٣ " من صحيح البخاري بشرحه فتح الباري ".
(٤) صحيح البخاري العلم (٦٠)، صحيح مسلم الطهارة (٢٤١)، سنن النسائي الطهارة (١١١)، سنن أبو داود الطهارة (٩٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٢٦).
(٥) فيما يختص بالحديث المقلوب. انظر تدريب الراوي ١/ ٢٩١ - ٢٩٤.
(٦) تدريب الراوي ١/ ٢٩٢.