للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصحيح ما أخرجه مسلم بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (١)».

٧ - اكتشاف الأحاديث المكذوبة (٢) المنسوبة زورا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد تم للمحدثين اكتشاف كثير من الأحاديث الموضوعة بتتبع أسانيدها ومتونها والبحث في علل ذلك، كأن يكون الحديث ركيك اللفظ مخالفا لصريح القرآن أو السنة الصحيحة، أو مخالفا للحس أو العقل. وقد يعرف الحديث الموضوع أيضا بتتبع سلوك الراوي وسيرته، وقد يعرف كذلك بإقرار الواضع نفسه أو ما يتنزل منزلة إقراره.

٨ - معرفة الزيادات في متون الأحاديث ما يقبل منها وما يرد. ولقد جاء في تدريب الراوي حول هذا الموضوع ما يلي:

مذهب الجمهور من الفقهاء والمحدثين قبولها - أي زيادة الثقة - مطلقا، وقيل: لا تقبل مطلقا، وقيل: تقبل إن زادها غير من رواه ناقصا، ولا يقبل ممن رواه مرة ناقصا، وقسمه الشيخ أقساما. أحدها: زيادة تخالف الثقات فترد. . . الثاني: ما لا مخالفة فيه كتفرد ثقة بجملة حديث فيقبل، قال الخطيب باتفاق العلماء. الثالث: زيادة لفظة في حديث لم يذكرها سائر رواته كحديث: «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا (٣)»، انفرد أبو مالك الأشجعي فقال: «وتربتها طهورا (٤)».

والصحيح قبول هذا. اهـ.


(١) أخرجه مسلم في كتاب الزكاة باب فضل إخفاء الصدقة ٣/ ١٢٠ - ١٢٢. " من صحيح مسلم بشرح النووي ".
(٢) فيما يختص بذلك يمكن الرجوع إلى الباعث الحثيث: ٧٨. تدريب الراوي: ١/ ٢٧٤ - ٢٩٠.
(٣) سنن الترمذي الصلاة (٣١٧)، سنن أبو داود الصلاة (٤٩٢)، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٤٥).
(٤) تدريب الراوي ١/ ٢٤٥ - ٢٤٧. الحديث أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ٥/ ٤ " من صحيح مسلم بشرح النووي ".