للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن من المفارقات المحزنة، أنه في الوقت الذي ينبغي أن يقف فيه المسلمون مع المملكة وهي تدفع الظلم عن نفسها، وعن بلاد الحرمين الشريفين، يوجد - في هذا الوقت بالذات - من يقف مع الظالم الباغي، يؤيده وينصره.

إن المشاركين في مهرجان الجهاد، إذ ينكرون هذه المواقف الخاطئة الممالئة للظلم والظالمين، فإنهم يتوجهون بنداء مخلص، ورسالة واضحة إلى بعض الحكومات وإلى بعض الجماعات الإسلامية التي ركنت إلى طاغية العراق، يتوجهون إلى هؤلاء بهذه الرسالة البينة:

إن تأييدكم للنظام العراقي كان سببا رئيسا، وحافزا أساسيا في تشجيع الطاغية على الاستمرار في عتوه وظلمه، وفي هذا تعاون على الإثم والعدوان، وتواص بالمنكر والشر.

وليس من مبادئ الإسلام، ولا حقوق الأخوة أن تقفوا هذا الموقف.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (١).

«المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه (٢)» وينبغي أن تتذكر الحكومات التي أيدت الظلم وشجعته ودعمته، مصائر الطغاة والظالمين والبغاة. قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} (٣) {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (٤) {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} (٥) {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (٦) {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} (٧) {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} (٨) {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} (٩) {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} (١٠) {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (١١).


(١) سورة المائدة الآية ٨
(٢) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٦٤)، سنن الترمذي البر والصلة (١٩٢٧).
(٣) سورة الفجر الآية ٦
(٤) سورة الفجر الآية ٧
(٥) سورة الفجر الآية ٨
(٦) سورة الفجر الآية ٩
(٧) سورة الفجر الآية ١٠
(٨) سورة الفجر الآية ١١
(٩) سورة الفجر الآية ١٢
(١٠) سورة الفجر الآية ١٣
(١١) سورة الفجر الآية ١٤