للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجواب الرابع: ليس في الحديث ما يدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي جعل ذلك، ولا إنه علم به وأقر عليه، وهذا جواب ابن المنذر وابن حزم ومن وافقهما.

قال ابن القيم (١): وأما ابن المنذر فقال: لم يكن ذلك عن علم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أمره، قال: وغير جائز أن يظن بابن عباس أن يحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ثم يفتي بخلافه، فلما لم يجز ذلك دل فتيا ابن عباس - رضي الله عنه - على أن ذلك لم يكن عن علم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أمره، إذ لو كان ذلك عن علم النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ما استحل ابن عباس أن يفتي بخلافه أو يكون ذلك منسوخا استدلالا بفتيا ابن عباس.

وقال ابن حزم (٢): وأما حديث طاوس عن ابن عباس الذي فيه أن الثلاث كانت واحدة وترد إلى واحدة " وتجعل واحدة " فليس في شيء منه أنه - عليه الصلاة والسلام - هو الذي جعلها واحدة أوردها إلى واحدة


(١) إغاثة اللهفان: ١/ ٢٩١.
(٢) المحلى ١٠/ ١٦٨، ١٦٩.