للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى كذب على الصحابة، قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت هذا الكتاب من خالد ثم أعطيته العطار فأعطى الناس فيه حوائج، وفي " تهذيب التهذيب " للحافظ ابن حجر، قال ابن حيان: كان صدوقا في الرواية ولكنه كان يخطئ كثيرا وفي حديثه مناكير لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد عن أبيه، وقال أبو داود: ضعيف، وقال مرة: متروك الحديث، وذكره ابن الجارود والساجي والعقيلي في الضعفاء. اهـ.

وأجيب عما نقل عن أهل البيت النبوي في اعتبار الطلاق الثلاث في كلمة واحدة، واحدة بما رواه البيهقي (١) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السمان ببغداد، أنا حنبل بن إسحاق بن حنبل، نا محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، نا مسلمة بن جعفر الأحمسي، قال: قلت لجعفر بن محمد: إن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة يجعلونها واحدة يروونها عنكم؟ قال معاذ الله، ما هذا من قولنا " من طلق ثلاثا فهو كما قال " وأخبرنا أبو عبد الله، نا أبو محمد الحسن بن سليمان الكوفي ببغداد، نا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا إسماعيل بن بهرام، نا الأشجعي عن بسام الصيرفي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: من طلق امرأته ثلاثا بجهالة أو علم فقد بانت منه. اهـ ونقل السيافي عن صاحب الآمالي أنه قال (٢): حدثنا أبو كريب عن حفص بن غياث قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: من طلق ثلاثا فهي ثلاث، وهو قولنا أهل البيت " ثم ذكر رواية البيهقي عن شيخه الحاكم المتقدمة، وقال السياغي من الروض النضير في وقوع الطلاق بائنا بإرساله ثلاثا بلفظ واحد قال (٣) وهو مذهب جمهور أهل البيت كما حكاه محمد بن منصور عنهم في الأمالي بأسانيده، وروى في الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى قال، رويناه عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وعن علي - عليه السلام، وعلي بن الحسين، وزيد بن علي ومحمد بن علي الباقر، ومحمد بن عمر بن علي، وجعفر بن محمد، وعبد الله بن الحسن، ومحمد بن عبد الله وخيار آل رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -، ثم قال الحسن أجمع آل الرسول على أن الذي يطلق ثلاثا في كلمة واحدة أنها قد حرمت عليه وسواء كان قد دخل بها الزوج أو لم يدخل ورواه في (البحر) عن ابن عباس وابن عمر وعائشة وأبي هريرة وعن علي - عليه السلام - والناصر والمؤيد بالله وتخريجه، والإمام يحيى والفريقين ومالك وبعض الإمامية، قال ابن القيم: وهو قول الأئمة الأربعة وجمهور التابعين وكثير من الصحابة اهـ. وذهب إليه ابن حزم في المحلي وأطال الاحتجاج عليه، اهـ المراد من الروض النضير.


(١) السنن الكبرى ٧/ ٣٤٠.
(٢) الروض النضير ٤/ ٣٨٧.
(٣) الروض النضير ٤/ ٣٧٩.