للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابن عمر وغيرهم، وما علمنا بشعيب بأسا، ربي في حجر جده عبد الله، وسمع منه، وسافر معه، ولعله ولد في خلافة علي رضي الله عنه، أو قبل ذلك، ثم لم نجد صريحا لعمرو بن شعيب عن جده: محمد بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد نحو من عشرة أحاديث، هيئتها عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو.

وبعضها: عن عمرو عن أبيه، عن جده عبد الله، وما أدري هل حفظ شعيب شيئا من أبيه أم لا؟ وأنا عارف بأنه لازم جده، وسمع منه (١). فهذا إمام الفن بلا منازع قد أثبت سماع شعيب من جده عبد الله، لكن ليس كل حديثه.

فعلى هذا يكون ما سمعه من جده متصلا، ليس فيه إرسال أو انقطاع. قال الحافظ ابن حجر: وأما رواية أبيه عن جده، فإنما يعني بها الجد الأعلى عبد الله بن عمرو، لا محمد بن عبد الله، وقد صرح شعيب بسماعه من عبد الله، في أماكن وصح سماعه منه (٢).

أما ابن القطان فقد جعل احتمالين في عود الضمير في "جده" إذا قال- كما في نصب الراية-.

إنما ردت أحاديث " عمرو بن شعيب " لأن "الهاء" من جده، يحتمل أن تعود على " عمرو ". فيكون الجد محمدا، فيكون الخبر مرسلا. أو تعود على " شعيب ". فيكون الجد " عبد الله " فيكون الحديث مسندا متصلا، لأن شعيبا سمع من جده عبد الله بن عمرو. فإذا كان الأمر كذلك فليس لأحد أن يفسر الجد بأنه عبد الله بن عمرو إلا بحجة.

وقد يوجد في بعض الأحاديث: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله، فيرتفع النزاع. وقد يوجد بتكرار: عن أبيه، فيرتفع النزاع أيضا (٣).


(١) سير أعلام النبلاء: ٥/ ١٧٣.
(٢) التهذيب: ٨/ ٥١.
(٣) لأن أبا شعيب محمد وحينئذ يكون مرسلا.