للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد احتج به أئمة كبار، ووثقوه في الجملة، وتوقف فيه آخرون قليلا، وما علمت أحدا تركه (١).

وقال أيضا: قد أجبنا عن روايته عن أبيه عن جده، بأنها ليست بمرسلة ولا منقطعة- يعني مطلقا- أما كونها وجادة أو بعضها سماع، وبعضها وجادة، فهذا محل نظر.

ولسنا نقول: إن حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو من قبيل الحسن (٢).

قلت: فهذا القول الفصل في حديث عمرو بن شعيب، فليس حديثه من الصحيح لذاته، وليس من الضعيف، بل هو من الحسن لذاته الذي يحتج به جمهور العلماء، ما عدا ما تبين أنه من مناكيره.

وأيضا ليس كل حديثه يحتج به، بل إن هناك أحاديث منه لا يحتج بها، لكونها منقطعة أو مرسلة والله أعلم.

ويمكن أن أجمل خلاصة ما تقدم في النقاط التالية:

١ - أن عمرا ثقة على الصحيح، وأنه من رجال الحسن لذاته، ومن غمزه فيحمل على روايته عن أبيه، عن جده.

٢ - وأن أحاديثه عن أبيه عن جده، منها صحيفة ومنها سماع، فالذي صرح فيه بالسماع فهو مقبول باتفاق العلماء.

٣ - وأن الضمير في "جده" يعود على " شعيب "، على الصحيح الراجح، وقد ثبت أن شعيبا سمع من جده " عبد الله " وعاش معه.

وربي في حجره، فإن صرح بجده " عبد الله " فهو مقبول باتفاق العلماء. فعلى هذا يمكن أن يقال: إن قال: "حدثني أبي عن جده " عبد الله " فهو مقبول في هذه الحالة باتفاق العلماء، وما عدا ذلك فمختلف فيه، والله أعلم.


(١) سير أعلام النبلاء: ٥/ ١٧٥.
(٢) ميزان الاعتدال: ٣/ ٢٦٨.