تردي بفرسان كأن كماتهم ... عند الهياج أسود طل ملثق
صدق يعاطون الكماة حتوفهم ... تحت العماية بالوشيج المزهق
أمر الإله بربطها لعدوه ... في الحرب إن الله خير موفق
الجماجم: الرءوس، ضاحيا: بارزا للشمس، بله: اسم فعل بمعنى: اترك، المقلص: الفرس الخفيف، الورد من الخيل: بين الكميت والأشقر، التحجيل: بياض في قوائم الفرس كلها ويكون في رجلين ويد وفي رجلين فقط وفي رجل فقط ولا يكون في اليدين خاصة، البلق: سواد وبياض وارتفاع التحجيل إلى الفخذين، تردي بفتح التاء: تسرع، الكماة: الشجعان، الطل: المطر الضعيف، ملثق: فيه زلق وطين والأسود عند ذاك تكون أشد هياجا، العطو: التناول، الحتف: الموت، العماية: سحابة الغبار وظلمته، الوشيج: الرماح، المزهق: المذهب للنفوس.
وحول الإعداد للمعارك يدور كثير من شعر كعب بن مالك فيقول في إحدى قصائده:
أجيبونا إلى ما نجتديكم ... من القول المبين والسداد
والإ فاصبروا لجلاد يوم ... لكم منا إلى شطر المذاد
نصبحكم بكل أخي حروب ... وكل مطهم سلس القياد
وكل طمرة خفق حشاها ... تدف دفيف صفراء الجراد
وكل مقلص الآراب نهد ... تميم الخلق من أخرى وهادي
ينازعن الأعنة مصغيات ... إذا نادى إلى الفزع المنادي
الاجتداء: الطلب، الشطر: الناحية، المذاد: موضع بالمدينة، المطهم: الفرس التام الخلق، الطمرة: بتشديد الطاء المكسورة وتشديد الراء المفتوحة: الفرس الجواد، دف الطائر: حرك جناحيه، المقلص: الشديد الآراب: قطع اللحم، النهد بتشديد النون المفتوحة: الغليظ، الهادي: العنق، الأعنة: اللجم.
يطلب الشاعر من الأعداء الصبر على جلاد يوم يجتمعون فيه ناحية المذاد حيث يصبحون هناك بكل مؤاخ للحروب مدرب على أهوالها وبكل جواد سلس وبكل فرس كذلك تتحرك كأنها الجراد وبكل شديد اللحم مكتنز ضخم العنق، وكل تلك الخيول تنازعنا الأعنة وهي مصغية حينما تسمع صوت المنادي وكأنما دربت على الانطلاق حينما تسمعه إلى حيث مصدره.