للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تصلى (١) في قلب ابن آدم، كما روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم (٢)» فما أطفأ (٣) العبد جمرة الغضب بمثل الوضوء والصلاة، فإن الصلاة إذا وقعت بخشوعها والإقبال على الله فيها أذهبت أثر ذلك جملة، وهذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل.

(الحرز العاشر) إمساك فضول النظر، والكلام، والطعام، ومخالطة الناس فإن الشيطان إنما ينال غرضه من ابن آدم من هذه الأبواب الأربعة فإن فضول النظر: يدعو إلى الاستحسان، ووقوع المنظور (٤) إليه في القلب والاشتغال به، وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «النظرة (٥) سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلي يوم يلقاه» أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وأما فضول الكلام فإنها تفتح للعبد أبوابا من الشر كلها مداخل للشيطان فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب، وكم من حرب جرتها كلمة واحدة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وهل يكب


(١) عند ابن القيم (تغلي).
(٢) من حديث طويل وفيه " ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاح أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض. الحديث " رواه الترمذي: وقال هذا حديث حسن صحيح جـ: ٤ ص: ٤٨٣ - ٤٨٤، وإلامام أحمد في مسنده. جـ: ٣ ص: ١٩.
(٣) في المخطوطة (طفى) والتصويب من تفسير المعوذتين لابن القيم.
(٤) في المخطوطة (يدعو إلى استحسان وقوع المنظور).
(٥) في المخطوطة (النظر).