للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (١)». وفي الترمذي: «أن رجلا من الأنصار توفي فقال بعض الصحابة: طوبى له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فما يدريك فلعله تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه (٢)».

وأكثر المعاصي إنما تولد من فضول الكلام والنظر، وهما أوسع مداخل الشيطان فإن جارحتيهما لا يملان ولا يسأمان بخلاف شهوة البطن. فإنه إذا امتلأ (٣) لم يبق فيه إرادة للطعام، وأما العين واللسان فلو تركا لم يفترا.

وكان السلف يحذرون من فضول الكلام (٤) وكانوا يقولون ما من شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان (٥)،.


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده جـ: ٥ ص: ٢٣١، والترمذي جـ: ٥ ص: ١٢، وقال (هذا حديث حسن صحيح)، ورواه الحاكم في المستدرك جـ: ٢ ص: ٤١٣، (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.
(٢) رواه الترمذي جـ: ٤ ص: ٢٣١٦ وقال: (هذا حديث غريب)، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت بلفظ آخر ص: ٧٣ - ٧٤.
(٣) في المخطوطة (امتلى).
(٤) في المخطوطة (من فضول النظر) وهو خطأ فهو يتحدث عن فضول الكلام
(٥) وينسب هذا القول لابن مسعود رضي الله عنه (انظر تصفية القلوب: يحيى بن حمزة اليماني ص ١٠٠).