للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان لطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه - وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة - ضيعة عظيمة كثيرة المدخل اسمها (النشاستج) (١) وكذلك كان للزبير بن العوام رضي الله عنه، وغيره من الصحابة مزارع كبيرة حتى قيل: يهتم المسلمون عند فتح أي بلد بشيئين في وقت معا هما: بناء المسجد، وتنظيم الحقل (٢).

يقول وليم ويلكوكس أحد المهندسين الغربيين المعاصرين: إن عمل الخلفاء في ري الفرات يشبه أعمال الري في مصر، والولايات المتحدة، وأستراليا في هذا العصر (٣).

أما الأمويون فقد اهتموا بإصلاح وترميم شبكات الري، وتجفيف المستنقعات في أسفل العراق، ورصد الحجاج لتكلفة تجفيف المستنقعات مبلغ ثلاثة ملايين درهم، وعمل على الإكثار من الأيدي العاملة فأتى بخلق من نبط السند، وأضاف ممن بها من الناس ومعهم أهلوهم وأولادهم وجواميسهم فأسكنهم بأسافل (كسكر)، وحاول أن يمنع الموالي العاملين في القرى من الهجرة إلى المدن.

أما الدولة العباسية فقد وجد فيها ديوان خاص عرف بديوان الماء، وهو أشبه ما يكون بوزارة الزراعة والري في أيامنا هذه، وبلغ عدد المشتغلين فيه عدة الآف من الموظفين والعاملين والمهندسين والإداريين (٤).

وبذل المسلمون في هذا العصر أقصى عنايتهم بكل ما يتعلق بشئون الزراعة، وراقبوا أمورها مراقبة دقيقة، وأشرفوا على الجداول وترميمها وكتب


(١) انظر الإسلام في حضارته ونظمه (ص ٢٨٣).
(٢) أنور الرفاعي، الإسلام في حضارته ونظمه (ص ٢٨٣).
(٣) أنور الرفاعي، الإسلام في حضارته ونظمه.
(٤) انظر أنور الرفاعي، الإسلام في حضارته ونظمه (ص ٢٨٥، ٢٩٠).