للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطلب إليه علي بن أبي طالب ويعظم لهم قتل عثمان ويحرضهم على المطالبة بدمه.

وأخيرا عاد جرير إلى الكوفة ليخبر عليا خبر معاوية واجتماع أهل الشام على قتاله، فلم يرض علي على نتائج سفارة جرير، كما أن جماعة من أصحاب علي، وعلى رأسهم الأشتر النخعي، أسمعوا جرير ما يكره من نقد سفارته، فغضب جرير وارتحل بأهله إلى قرقيسياء معتزلا (١) الفريقين (٢)، مع أنه كان من الموالين لعلي، ومن أبرز شيعته (٣).

وفي معركة (صفين) بين علي ومعاوية، انقسمت القبائل العربية المسلمة على نفسها، فكان من الطرفين قسم من كل قبيلة عربية عدا بجيلة، فقد كانت كلها مع علي بن أبي طالب، ولم يشهد منها أحد هذه المعركة مع قوات معاوية (٤). وهذا يثبت أن جريرا اعتزل الطرفين، ولم يلتحق بمعاوية كما يزعم بعض الرواة.

والدليل القاطع على أن جريرا لم يلتحق بمعاوية، أنه بقي مغمورا في خلافته، لا ذكر له في ولاية أو قيادة أو تكريم.

وباعتزال جرير انتهت حياته العامة، حتى وافاه الأجل سنة إحدى وخمسين الهجرية (٦٧١م)، وقيل سنة أربع وخمسين الهجرية (٥) (٦٧٣ م)، والأصح أنه توفي سنة إحدى وخمسين الهجرية (٦) لإجماع كثير من المصادر المعتمدة على ذلك.


(١) الطبري (٣/ ٥٦١ - ٥٦٢).
(٢) الإصابة (١/ ٢٤٢).
(٣) البدء والتاريخ (٥/ ١٢٤).
(٤) ابن الأثير (٣/ ٢٩١).
(٥) ابن الأثير (٣/ ٤٨٩)، والبداية والنهاية (٨/ ٥٦).
(٦) العبر (١/ ٥٧).