للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتربية الأولاد، وكل هذه الأعمال عظيمة الفضل، (١).

كما أن فيه إشباعا للغريزة الجنسية، ولا يخفى ما في ذلك من دروب النشاط الجسمي وتقوية البدن، وبخاصة في نظام الحياة الإسلامي الذي يتطلب النظافة بعد العمل، وتجمل الزوجين لبعضهما بعضا، والغسل بعد الجماع، والوضوء عند معاودته، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} (٢)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم أهله، ثم أراد أن يعود فليتوضأ، فإنه أنشط للعود (٣)»، وهذا كله يزيد الزوجين نضارة وشبابا وسرورا، ولهذا قيل: " ليس المهم أن تزيد العمر سنين، ولكن المهم أن تزيد السنين حياة.

كما سبق أن أشرنا إلى أن الزواج يجنب الزوجين الأمراض الجنسية التي يبتلى بها الإباحيون من جراء الزنى واللواط، كالزهري، والسيلان، والإيدز، كما جنب الزوجين الأمراض النفسية التي يبتلى بها العزاب " فإنه إذا دام احتقان الماء، أحدث أمراضا رديئة منها: الوسواس والجنون والصرع " (٤)، قال بعض السلف: " وينبغي أن لا يدع الجماع، فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها، وقال محمد بن زكريا: " من ترك الجماع مدة طويلة، ضعفت قوى أعصابه " (٥)، ولهذا يبقى الإنسان بالزواج على حالة الاعتدال، وفي أحسن حال، قال الشيخ الطنطاوي: " من حفظ شبابه حفظ شيخوخته، ومن أضاعه أضاعها ".

وقد لحظ ابن القيم أن الزواج يحفظ الصحة ويقوي البدن، وأن كثيرا


(١) مختصر منهاج القاصدين ٧٦ بتصرف.
(٢) سورة المائدة الآية ٦
(٣) أخرجه مسلم وابن ماجه. مسلم بشرح النووي ٣: ٢١٧، سنن ابن ماجه ١: ١٩٣ رقم ٥٨٧، شرح السنة ٢: ٣٨ رقم ٢٧١.
(٤) زاد المعاد ٤: ٢٤٩.
(٥) زاد المعاد ٤: ٢٤٩، ٢٥٠.