للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الناس تتعدل صحتهم بالزواج، وذكر أن " فضلاء الأطباء يرون بأن الزواج أحد أسباب حفظ الصحة " (١). ونقل غير قول عنهم.

وهنالك آراء ودراسات تقول بأن الزواج يؤدي إلى زيادة في العمر، فقد قال أحد العلماء: " وصدقني يا بني، إن الزواج من أفضل الأمور التي تساعد على إطالة العمر " (٢)، وذكر الدكتور هافلبرج مدير مستشفى الأمراض العقلية بنيويورك: " أن عدد الذين يدخلون المستشفيات العقلية نسبتهم عادة أربعة من غير المتزوجين، إلى واحد من المتزوجين (٣)، كما جاء في أحد تقارير هيئة الأمم المتحدة حول هذا الموضوع " أن معدل الوفاة بين المتزوجين، أقل من معدل الوفاة بين غير المتزوجين " (٤)، ويشهد لهذا ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار (٥)».

ولا يتعارض هذا مع مفهوم القضاء والقدر في الإسلام، لأنه لا مانع أن يكون الزواج سببا في طول العمر، كما كان السم سببا في الموت، والدواء سببا في الشفاء، وهذا من قبيل اكتشاف الظواهر والسنن والأسباب التي تعيننا علي فهم القضاء والقدر، لا من قبيل معارضته، فعن أبي خزامة رضي الله عنه قال: قلت: «يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال: هي من قدر الله (٦)»، وعندما


(١) زاد المعاد ٤: ٢٤٩ وما بعدها.
(٢) تحفة العروس ١٩. نقلا عن كتاب " نحن المعمرون ".
(٣) تحفة العروس ١٩.
(٤) فقه السنة ٢: ٥١٥ بتصرف عن جريدة الشعب القاهرية الصادرة يوم السبت ٦/ ٦ / ١٩٥٩ م.
(٥) أخرجه أحمد، الفتح الرباني ١٩: ١٩٠، وفي مشكاة المصابيح عن سلمان الفارسي مرفوعا " ولا يزيد العمر إلا البر " مشكاة المصابيح ٢: ٦٩٣ رقم ٢٢٣٣ وعن ثوبان عند أحمد مثله، المسند ٥: ٢٨٠.
(٦) أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم، المسند ٣: ٤٢١، سنن ابن ماجه ٢: ١١٣٧ رقم ٣٤٣٧، زاد المعاد ٤: ١٤، نيل الأوطار ٧: ٢٢٥.