للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها، فقال الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله، إذا نكثر؟! قال: "الله أكثر (١)». . رواه الإمام أحمد في مسنده.

والمقصود أن المشروع للمسلم عندما تتأخر الإجابة أن يتأمل، ما هي الأسباب. لماذا تأخرت الإجابة؟ لماذا سلط علينا العدو؟ لماذا هذا البلاء؟

يتأمل ويحاسب نفسه ويجاهدها حتى تحصل له البصيرة بعيوب نفسه، وحتى يعالجها بالعلاج الشرعي، والدولة تعالج نقصها، والشخص يعالج نقصه ويداويه، كل داء له دواء، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. ودواء الذنوب التوبة إلى الله سبحانه، والاستقامة على طاعته، هذا هو دواء الذنوب.

فالواجب على كل إنسان أن يعالج ذنبه ومعصيته بالتوبة النصوح، ويحاسب نفسه، ويعلم أن ربه سبحانه ليس بظلام للعبيد.

فالله سبحانه لم يظلمك، بل أنت الظالم لنفسك، تأمل وحاسب نفسك، وجاهدها، وهذا الحاكم الظالم، أعني حاكم العراق صدام حسين، يرمي السعودية بالصواريخ، ماذا فعلت معه السعودية؟ لقد ساعدته مساعدة عظيمة على عدوه، ساعدته بالمساعدات التي ذكرها صدام في كتابه لخادم الحرمين الشريفين وذكر أشياء كثيرة من المساعدات، وأخفى الكثير.

والمطلوب منه الآن الخروج من الكويت، وسحب جيشه منها، وبعد ذلك يحصل التفاوض في بقية المشاكل. . فهل هذا هو جزاء الإحسان للكويت بأن يخرجهم من ديارهم، وقد أحسنوا إليه كثيرا؟!

وهل جزاء ما عملت السعودية أن يضربها بالصواريخ، ويحشد جيوشه على حدودها؟

هذا هو جزاء المحسن عند صدام حسين، والله يقول سبحانه: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (٢).


(١) سنن الترمذي الدعوات (٣٥٧٣)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٢٩).
(٢) سورة الرحمن الآية ٦٠