كتاب مجلة البحوث الإسلامية

وجوب الرفق بالحيوان وتحريم ظلمه وتعذيبه - آيات كثيرة وأحاديث صحيحة كلها تحث على الرفق عامة وبالحيوان والدابة خاصة - ج: 34 - ص: 150

قال الله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} (١) وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه (٢)»، وفي رواية: قال: «ركبت عائشة بعيرا وكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليك بالرفق " ثم ذكر مثله، (٣)» وفي أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه (٤)». أخرجه مسلم.

وفي رواية أبي داود عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: «سألت عائشة عن البداوة فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع وأنه أراد البداوة مرة فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة، فقال لي " يا عائشة ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه (٥)».

وعن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف (٦)» أخرجه أبو داود وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله (٧)» أخرجه مسلم وأبو داود. ولم يذكر مسلم كله، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من

---

(١) سورة النساء الآية ٣٦
(٢) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٢٥).
(٣) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٧١).
(٤) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (٦٩٢٧)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٣٥)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٩٤).
(٥) رواه مسلم في البر والصلة باب فضل الرفق- وأبو داود في الجهاد باب ما جاء في الهجرة وفي الأدب باب في الرفق.
(٦) أبو داود رقم ٤٨٠٧ في الأدب باب في الرفق وهو حديث حسن، وهو بمعنى حديث مسلم الذي قبله.
(٧) رواه مسلم رقم ٣٥٩٢ في البر باب فضل الرفق، وأبو داود في الأدب رقم ٤٨٠٩ باب في الرفق.