للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: «أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل، فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن، وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح ذفراه، فسكت: فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه (١)» أخرجه أبو داود وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة: فاركبوها صالحة وكلوها صالحة (٢)» أخرجه أبو داود (٣).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم أن تتخذوا دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم (٤)». أخرجه أبو داود (٥).

وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن أبيه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد أحرقناها، فقال: من أحرق هذه؟ قلنا: نحن، قال إنه لا ينبغي أن يعذب بعذاب النار إلا رب النار (٦)» أخرجه أبو داود (٧).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما «أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا


(١) أخرجه أبو داود رقم ٢٥٤٩ في الجهاد باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم ورواه مسلم وابن ماجه وليس عندهما قصة الجمل.
(٢) سنن أبو داود الجهاد (٢٥٤٨)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٨١).
(٣) رقم ٢٥٤٨ في الجهاد باب في الوقوف على الدابة.
(٤) سنن أبو داود الجهاد (٢٥٦٧).
(٥) رقم ٢٦٧٥ في الجهاد وباب كراهية حرق العدو بالنار ورقم ٢٥٦٨ في الأدب باب في قتل الذر.
(٦) سنن أبو داود الجهاد (٢٦٧٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٠٤).
(٧) رقم ٢٦٧٥ في الجهاد وباب كراهية حرق العدو بالنار ورقم ٢٥٦٨ في الأدب باب في قتل الذر.