للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النفس لحكم العقل وتخضع لأوامر الله تعالى. ومن أسرار الزكاة الاجتماعية، أنها وسيلة المحافظة على العجزة والضعفاء، واجتثاث شأفة العداوة والبغضاء من نفوسهم، عن طريق البذل من الأمانة التي في يد الأغنياء، فتقوى الصلات الاجتماعية، وينمو التعاون، ويحدث التوازن بين المسلمين في المجتمع؛ امتثالا لأمره تعالى في قوله جل شأنه: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} (١).

ففيما يتعلق بزكاة الفطر، فقد روى الجماعة «عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان، صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من المسلمين (٢)»، وهي فريضة إسلامية، فتجب على كل مسلم. قال ابن المنذر: أجمعوا على أنها فرض ".

وزكاة الفطر تجد حكمتها، فيما قاله ابن عباس: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. . . (٣)»، فالصائم قد يشوب صيامه لغو قول غير مقصود، أو رفث كلام يسيء إلى أي كائن حي أو ميت في هذا الوجود. فلا يكتمل صيامه، لأن الصيام الكامل


(١) سورة الحديد الآية ٧
(٢) انظر نيل الأوطار للشوكاني، ج ٤ (ط ١ العثمانية)، ص ١٧٩.
(٣) رواه كل من أبي داود وابن ماجه في باب زكاة الفطر، ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين، ج ١، ط ١، حيدر أباد، ص ٤٠٩. وقال: صحيح على شرط البخاري.