للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما ذاك الشأن؟ قال: أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين (١)».

وقال الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (٢) قال: " من شأنه أن يجيب داعيا، أو يعطي سائلا، أو يفك عانيا، أو يشفي سقيما. وقال الحسين بن فضيل: هو سوق المقادير إلى المواقيت " (٣).

وجملة القول في ذلك أن التقدير اليومي: هو تأويل المقدور على العبد وإنفاذه فيه في الوقت الذي سبق أن يناله فيه لا يتقدمه ولا يتأخره. ثم إن هذا التقدير اليومي تفصيل من التقدير الحولي، والحولي تفصيل من التقدير العمري عند تخليق النطفة، والعمري تفصيل من التقدير العمري الأول يوم الميثاق، والعمري الأول تفصيل من التقدير الأزلي الذي خطه في الإمام المبين، والإمام المبين من علم الله عز وجل، وكذلك منتهى المقادير في آخريتها إلى علم الله عز وجل، فانتهت المقادير في أوليتها وآخريتها إلى علم الله عز وجل قال تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} (٤) (٥).


(١) سورة الرحمن الآية ٢٩ (٩) {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
(٢) سورة الرحمن الآية ٢٩
(٣) تفسير النسفي جـ ٣، ص ٤٥٦.
(٤) سورة النجم الآية ٤٢
(٥) انظر: معارج القبول جـ٣، ص٩٣ - ٩٤.