واحد من شباب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث توفي صفوة الخلق صلوات الله وسلامه عليه، وهو في الثامنة عشرة من عمره "١٨ عاما"، ويكفيه مكانة أنه ولد ونشأ في بيت النبوة، وفتح عينيه، بعدما بدأ يعي أمور الدنيا على تباشير الدعوة المحمدية، التي جاءت من عند الله، يترجع صداها من جبال مكة ووهادها، وليدرك من حركات القوم في مكة أخبار السابقين لدين الإسلام، وما يلاقونه من جبابرة قريش من مشقة وجهود وأعمال، يراد منها إطفاء هذا النور، الذي أرسله الله ليضيء القلوب، قبل انبلاجه على البطاح والقفار.
ولتتروى منه النفوس الظامئة، التي أراد الله لها الخير، أمكن من حرصهم على تتبع خضرة ما تحتاجه أنعامهم من كلأ تتفتح عنه الأرض، بعدما يصيبها الوابل في فصل الشتاء.
بل يكفيه فخرا أن رسول الهداية صلى الله عليه وسلم أوصى به خيرا، واعتبره من أحب الناس إليه، وأكرم بها منزلة؛ فقد روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي، أو من أحب الناس إلي، وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا (١)».
وقد أدرك مكانة هذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في