للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والده زيد بن حارثة بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل بعثه صلى الله عليه وسلم، وإلى تسلسل مسيرة الحياة له ولابنه أسامة، فكانا ألصق برسول الله صلى الله عليه وسلم من الأبناء بآبائهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحنى عليهما من الأب على أبنائه المنحدرين من صلبه، ثبت في الصحيحين عن أنس، قال: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله إلا فعلته؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، ولا لامست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)»، ومن هنا كان كل فرد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا في الصدق ونبل الأخلاق؛ حيث مدحهم الله جل وعلا، في مواطن من كتابه الكريم، ونهى رسول الله عن النيل منهم، وأبان عن فضلهم ومكانتهم، وجاءت أحاديث في فضائلهم كاملة، وأحاديث مخصصة في فضائل أفراد منهم.

ومن فضائل الأفراد، وردت أحاديث في فضائل زيد بن حارثة، وابنه أسامة بن زيد رضي الله عنهما (٢)، كما ذكر ابن كثير في تاريخه اهتمام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بأسامة، حتى أن عمر لا يلقاه إلا قال له: "السلام عليك أيها الأمير" (٣)؛ حيث ذكر ابن سعد أنه يقول: ما كنت لأحيي أحدا بالإمارة غير أسامة بن زيد؛ لأن رسول الله قبض وهو أمير (٤).

وأما أولاده فقد ذكر ابن الأثير أنه كان يكنى أبا محمد، وقيل أبو زيد، وقيل أبو يزيد، وقيل أبو خارجة، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبويه (٥)، والكنية قد تكون من مسميات أولاده، ما عرفنا منهم وما لم نعرف، وقد تكون اختيارا لحق به، كما هي عادة العرب، ولكن الذي وصل إلينا علمه عن أولاده رضي الله عنه أن عددهم سبعة: خمسة أبناء وبنتان، والأبناء هم محمد وجبير وزيد وحسن وحسين، والبنتان عائشة وهند.

وقد ذكر ابن سعد «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج أسامة لما بلغ، وهو ابن أربع


(١) انظر تفسير ابن كثير ٤: ٤٠٢.
(٢) راجع في فضائلهما جامع الأصول في أحاديث الرسول لابن الأثير ٩: ٣٧ - ٤١.
(٣) البداية والنهاية ٥: ٣١٢.
(٤) أسد الغابة ١: ٧١.
(٥) الطبقات ٤: ٦٧.