للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧ - ولمكانة أسامة بن زيد رضي الله عنه، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يردفه على راحلته عندما يسير؛ فقد ذكر ابن كثير في تاريخه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف أسامة خلفه مرتين:

الأولى: على حمار عليه قطيفة، حين ذهب يعود سعد بن عبادة، قبل وقعة بدر.

والثانية: على ناقته حين دفع من عرفات إلى المزدلفة، في حجة الوداع (١)».

أما ابن سعد فذكر أن هذا الإرداف الذي يدل على تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعطفه على أسامة بن زيد قد كان ثلاث مرات، ولم يذكر من بينها عيادة سعد بن عبادة؛ وهي:

الأولى: في حجة الوداع، فقد جاء بسند عن عطاء، عن ابن عباس، عن أسامة بن زيد «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة، وهو رديف النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يكبح راحلته، حتى إن ذفراها ليكاد يصيب قادمة الرحل، وربما قال حماد بن سلمة: ليمس قادمة الرحل، ويقول: يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس في إيضاع الإبل (٣)».

وجاءت هذه برواية أخرى عن قتادة قال: حدثني عروة أن عامرا الشعبي حدثه «أن أسامة قال: إنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة، فلما أفاض، لم ترفع راحلته رجلها عادية حتى بلغ جمعا (٤)».

الثانية: بسندها إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورديفه أسامة بن زيد، فسقيناه من هذا النبيذ، فشرب، ثم قال: أحسنتم فهكذا فاصنعوا (٥)».


(١) البداية والنهاية ٥: ٣١٢.
(٢) طبقات ابن سعد ٤/ ٦٤.
(٣) جاء في تاج العروس: الذفرى في القفا، هو الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن ٢: ٥: ٢٢٤. (٢)
(٤) طبقات ابن سعد ٤/ ٦٤ وجمع هي المزدلفة.
(٥) طبقات ابن سعد ٤/ ٦٤.